سقط الفتي علي ركبتيه، روحه تجاهد خارجة تنافس أنفاسه، يشعر بدماء وهمية تملأ فمه يكاد يبصقها، و قلبه كأنما ينبض علي حد سكين كأنما قدر كل نبضة أن تغرز السكين أكثر
سقط الفتي و جاهد أنفاسه و روحه و دموعه….لا أقدر…لقد امتلأ قلبي بالحيرة و الحزن و الألم
وضع الشيخ كفه علي علي صدره موضع قلبه و قال….لقد كتب الله أن يُخلق النور من قلب الظلام…يا بني ارفق بنفسك و ألمك و غضبك و حيرتك فما نحن الا مضغة في رحم الكون…اسعي و أعرض…أعرض عن آلتهم فما هي الا ما ألفوه من أجدادهم و ما سولت لهم أنفسهم…أصنامهم و ان لم تكن من حجر…يا بني دع الألم يشدّد عقلك فتحطمها كما حطمها خليله ثم سعي…فاسعي أن تجعل قلبك يسع كل حبة رمل و قطرة ماء و لحظة صدق…و كل روح كريمة نفخ فيها من روحه فتكرمت…فروّح الله تسع…فروّح الله تسع…فروّح الله تسع