هل تدرين يا ليلي ما هو الألم الذي يفوق الألم ؟
عندما يحاول أن يقول لكي أن كل شيء سيكون علي ما يرام ليس لأنه يعرف ماهية الألم وحقيقته بل ليحافظ علي سلامته النفسية و فقاعة سعادته الوهمية…تشعرين بكلماته و هي تخرج باردة خالية من الاحساس بداعي الضرورة الاجتماعية…ترين في عينيه الفارغتين أنه لا يفهم حقا…أنه لا يشعر حقا
الألم رحلتنا نحن…نمضي فيها وحيدين بعيدا عن الكلمات الفارغة…فلتقابلي كلماته بصمت نبيل…أحيانا ستشعربن بغضب عامر ينخر عظامك…تتوقين أن تحطمي أوهامه و حكمته الفارغة…لكنكي ستصمتين في النهاية….ألمك أكبر من أن يبني عليه أوهامه بعدالة الحياة و بكمال اجاباته الجاهزة
أو تعلم بماذا كانت تفكر ليلى حقاً ؟
كانت كلما تكلم .. شعرت أنها لم تعد تعرفه ولم يعد يعرفها كذي قبل .. وأنها تقف وحيدة في ساحة معركة وأن جميع جنودها خذلوها .. و كانت تشعر أحيانا بأن الموت قد يدركها قبل أن يدركها هو .. تشعر بغضب ولكن ليس منه .. بل من نفسها .. التي آثرته .. فأسرها.. وقلبها الذي لم يصدق عقلها وطاوعته .. وعقلها الذي أعطاها أملا زائفا وتكاتف عليها رغماً عنها ليقنعها به ..لأن فكرة وجود ذرة أمل.. كانت أهون بكثير من الواقع الأليم ..